إعلانات
يؤكد تقرير الفقر الصادر في العام 2009 و غير المنشور إلى اليوم أن انتشال 13 % تقريباً من السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر (الفقر الشديد) يحتاج وسطياً إلى 200 مليون دولار أو ما يعادل تقريباً نحو 9.4 مليارات ليرة .
ولايشكل المبلغ المقترح لإنقاذ السوريين من الفقر الشديد سوى نصف قيمة العرض الماليزي لتأهيل مطار دمشق الدولي ، ونصف الفساد المكتشف في 19 شهراً فقط , لذلك إذا وجدت الحكومة صعوبة في تأمين هذا المبلغ ، فلن أمامنا من مفر إلا مناشدة الفاسدين الصيام 19 شهراً عن الفساد ( المكتشف و غير المكتشف) .
وكما أكد التقرير أنه يجب على أي برنامج وطني للحد من الفقر أن يكون شاملاً ومرناً في آن معاً ، إذ أن عليه معالجة احتياجات 35% من السكان الذين لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية ، فضلاً عن معالجة احتياجات 12% من السمان ممن يعيشون فقراً شديداً , حسب " سيرياستيبس " .
ويضيف التقرير عبارة يختلف حول دقتها و مغزاها الكثيرون ، و تقول هذه العبارة ( ثمة نقطة بداية قوية لدى سورية تتمثل في أن الفقر الشديد ضحل نسبياً ) ، وكما يقول التقرير فإن كلفة إزالة فجوة الفقر الوسطية بالنسبة للأسر شديدة الفقر كلفة منخفضة ، إذ لا يكلف الأمر إلا 10 دولار أمريكي عن كل مواطن سوري من أجل انتشال جميع الفقراء من دائرة الفقر الشديد .
وتتساءل الموقع " هل تعجز الحكومة عن توفير مثل هذا المبلغ ، وهي التي وفرت خلال السنوات القليلة الماضية وتحديداً منذ شهر أيار عام 2008 عندما بدء سريان قرار رفع سعر المحروقات ، ما يقرب من 245 مليار ليرة كانت تذهب فقط لدعم المازوت ، أو لنقل أنها حصيلة ما حققته من زيادة سعر مادة واحدة هي المازوت ,و الأهم كيف ستوصل الـ 9.4 مليارات ليرة لمستحقيها الفقراء الشديدين وهي التي فشلت لعامين في تحقيق شعارها ( إيصال الدعم لمستحقيه)، فلا الدعم وصل لمستحقيه ، ولا مستحقيه وصلوا إلى الدعم , و إذا كانت الحكومة تعجز عن معالجة فقر ضحل نسبياً ، فكيف ستواجه فقر عميق و منتشر؟! " .
وتابع الموقع " هناك أفكار كثيرة لحل مشاكلنا الاقتصادية , و اجتهادات على (قفا مين يشيل) , لكن المشكلة فقط هي في تنفيذ هذه الأفكار و الاجتهادات، لذلك لا تجد الحكومة حرجاً في اعتماد مبدأ التجريب و الملاحظة ، عسى ولعل تهتدي لحل أو نموذج ينقذ باقي الدول في محنتها مع كرة الدعم وجول الفقر....الخ ؟! " .