ما أجمل أن يلجأ العبد الي الله ليستخيره في أمور دينه ودنياه ويطلب منه
المشوره والرأي ، فهو عالم الغيب ومن بيده مقاليد الأمور .. وإن نظرة العبد
القاصرة لا تستطيع أن تقطع في أي أمر بالخير أو الشر *
*يقول المولي تبارك وتعالي علي لسان نبيه:*
*"*وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا
مَسَّنِيَ السُّوءُ*"*
*الأعراف188*
*ولكن الأجمل من ذلك أن يستسلم العبد تماماً إلي مولاه وخالقه ويفوض أمره اليه
ويوكله في تدبير شئونه ويقف بين يديه وقفة العبد الضعيف الذليل وهو يقول *
*" يارب ..فوضت أمري اليك ، يا حي يا قيوم يا من بيده مقاليد الأمور دبر لي
فإني لا أحسن التدبير " *
*ويترك نفسه تماما لقدر الله يوجهه كيف يشاء وكما يشاء ... فماذا تتوقع حينها ؟
*
*ماذا تتوقع حين يدبر لك ملك الملوك شئون حياتك ، هل يستطيع أحد من البشر مهما
بلغت حنكته وفطنته أن يدبر ويخطط أفضل من الله ملك الملوك؟ *
*الإجابة معروفة مسبقا والنتيجة محسومة ، اذاً فلماذا الهم والحزن؟ و لماذا
الأرق والتوتر ؟ *
*اتركها لله ... وقل " فوضت أمري الي الله " *
*قلها وأنت تشعر بكل حرف فيها ، ودع ما يثقلك من حمول خلف ظهرك ... ونم قرير
العين مرتاح البال *
*فلقد فوضت أمرك الي المهيمن *
*يقول ابن القيم في مدارج السالكين في درجات التوكل: *
*الدرجة السادسة :*
* استسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته. *
*أما السابعة :*
* فهو التفويض: وهو إلقاء العبدِ أمورَه كلها إلى الله، وإنزالها به طلباً
واختياراً ، لا كرهاً واضطراراً. والتفويض هو روح التوكل ولبّه وحقيقته.*
*اما الثامنة:*
*فهو الرضا بقضاء الله وحكمه، **وليس أجمل من موقف سيدنا ابراهيم لما ترك
السيده هاجر وابنها في مكه هناك و ولى ظهره عنهما قامت إليه هاجر و تعلقت
بثيابه و قالت : يا إبراهيم أين تذهب و تدعنا هاهنا و ليس معنا ما يكفينا؟!،
فلم يجيبها, فلما ألحت عليه و هو لا يجيبها قالت له : آلله أمرك بهذا ؟ ، قال :
نعم ، قالت : فإذن لا يضيعنا