الحجاب و الخمار مساحة للتفكير و الاجتهاد لا لتكفير العباد
أثيرت مؤخرا قضية الحجاب والخمار , وانقسم العلماء بين مؤيد للحجاب الذي يكشف الوجه , و مؤيد للخمار مُكفر لمن لا يأخذ به وفئة اعتبرت أن الله جل وعلا قال في كتابه العزيز (( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )) أي يحجبن فتنة صدر المرأة ومكمن أنوثتها ومن العلماء من ربط جمال الوجه أو قبحه بضرورة حجبه أو غير ذلك , ولم تزل الفضائيات تشن حملات مؤيدة لهذا الرأي أو ذاك والأمر بين تكفير وتشهير وكل ذلك لا ليصلوا إلى الحل الأمثل لأن الحل الأمثل أن يختلفوا في الرأي وتكون هنالك مساحة من الاختيار التي منحها الله للبشر ليتوافق شرعه جل وعلا مع كل زمان ومكان وليحكم الإنسان نفسه فيما هو من صالحه ميسرا لا معسرا , فلنختلف في الآراء دون أن ينصِّب أحد نفسه حكما يوزع الناس إلى الجنة أو إلى النار وفق برمجته التي قد لا تتوافق مع أراء ومعتقدات غيره من علماء الأمة وفي رأيي المتواضع - وأنا العبد الفقير إلى الله والذي يرجو ألا تتمزق الأمة لاختلاف في إفتاء أو تباين في وجهات نظر - الإجماع أن الاختلاف في مثل هذه الأمور رحمه , ويسر وهو من الدين ,, والله سبحانه وتعالى هو الذي ترك هذا المجال من الاختلاف رحمة ويسرا وكان قد حدد سبحانه بالدقة أمورا لم يكن لأحد فيها أن يجتهد فمنحنا هذه الفسحة للتفكر والاجتهاد لا لتكفير العباد , ولماذا لا يتوجه بريق أفكارنا إلى الكبائر فنشهر بها ونقاطع ممارسيها حبذا أيها العلماء الأفاضل أن تستفزوا أفكاركم لتجمعوا الأمة على أعدائها لا على بعضها ولنكن المدركين .