فوائد ترك الذنوب والمعاصى
أعلم يرحمك الله
أن اللهُ سبحانه وتعالي اجتمعت له كل صفات الكمال مثل :
الربوبيةِ والملكيةِ والحياةِ والقيّوميّةِ والعزَّةِ والعلمِ والحكمةِ والرزقِ والغني والجودِ والكرمِ والقدرةِ والمغفرةِ والصفحِ والرحمةِ والبرِ والإحسانِ والحلمِ والصبرِ والقداسةِ والهَيْمَنةِ وهو ذُو الجبروتِ والملكوتِ والكبرياءِ والعظمةِ ، بيدهِ ملكوتِ كلِ شيءٍ وهو يجيرُ ولا يُجَارُ عليه ؛ وهو يَسْمعُ جميعَ الأصواتِ بجميع الَّلهْجاتِ على تَفَنُن الحاجاتِ في جميعِ الأوقاتِ ، وهو السميعُ البصيرُ اللّطيفُ الخبيرُ ، وهو الأولُ فليس قَبْلَهُ شيءٌ ، والآخرُ فليس بَعْدَهُ شيءٌ ؛ والظاهرُ فليس فوقهُ شيءٌ ؛ والباطنُ فليس دونهُ شيءٌ ؛ غناه ذاتيٌّ له ؛ فلا يكونْ إلاّ غنياً ولا يحتاجُ إلى شيءٍ ؛ والكلُ يحتاجُ إليه في كل شيء ؛ فهم فقراءُ إليه وفقرهُم ذاتي لهم ؛ فلا يكونوا إلاّ فُقَراء ؛ يحتاجونَ ضرورةً لربوبيتيهِ ؛ ليربيهم برزقه ونِعَمِه ورسالاته ، وليعينَهم ويصونهم وليحكم بينهم ؛ ... كما يحتاجون ضرورة لإلهيته لتَزْكُوا أنْفُسَهُمْ ؛ تَأْلَهُهُ قُلوبُهم محبةً وخوفاً وشوقاً وإنابةً وتعظيماً وخضوعاً وغير ذلك ؛ وإلا ماتت قُلُوبُهم وصَارًوا كالأنعام بل أضل ... وهو على كل شيء مُقِيتٌ وَكِيلٌ حَفِيظٌ رَقِيبٌ شَهِيدٌ ... وهكذا لا توجد صفة كمال إلا وهى ثابتةٌ له سبحانه ؛ ولا يأتي زمان إلا وصفاته ثابتةً له لا تَتَفَّرقُ ولا تَزُولُ ولا تَنْقُصُ ؛ فإذا أثبتنا مثلا مائة صفهٍ لله فلن يأتي وقت تنقص فيه إلى تسعين مثلاً أو اقل ؛ بل لا تزال مائة ثابتة كما هي .. ومن ثم فإذا احتاجت المخلوقات في أي وقت من الأوقات إلى ما تحتاج إليه من شيء فعند الله خزائنه وإنما بكن فيكون ؛ والله تعالى دائمٌ باقٍ لا يجوز عليه شيء مما يجوز على خلقه من التقسم والتشتت والتجزأ والتفرق .. سبحانه وتعالى . فهل يستحق منك بعد ذلك أن تعصيه