داهم الحب قلب خالد البريء وهو لا يزال مراهقا حين تعلقت مشاعره بابنة الجيران التي تصغره ببضع سنوات، وعلى مر الأيام توطدت مشاعر الود بين القلبين الشابين حتى لم يعد أحد من الجيران واهل الحي الا ويعلم بقصة الحب هذه، التي اغضبت اهل الفتاة واستنكروها بشدة، بل وحاربوا الفتى من اجل القضاء عليها، ولكنه لم ييأس أو يستسلم، فتقدم لخطبتها مرارا وتكرارا بلا كلل، فيما كان يقابل طلبه في كل مرة بالرفض، وبعد أن تدخل القريب والبعيد من اجل التوسط في هذه المسألة رضخ أهل الفتاة اخيرا لطلبه، ومرت مراسم التجهيز لهذا الزواج سريعا حيث تمت الخطبة وتلاها عقد القران.وفجأة انقلبت الأمور رأساً على عقب وحدث ما لم يكن في الحسبان، بعد ان اكتشف اهل الفتاة اصابتها بمرض السكري، في مرحلة متقدمة، مما اضطر الاطباء لبتر احدى ساقيها، وبعدها بشهرين لم يلتئم الجرح وانتقلت الغرغرينا للساق الاخرى، فاجبر الاطباء على بتر ساقها الثانية انقاذا لحياتها، وبذلك أصبحت العروس الشابة الجميلة التي كانت تنتظر يوم زفافها لحبيبها بفارغ الصبر، مجرد جسد لفتاة مقعدة، عندها طلب اهلها منه ان يطلقها ويبحث عن عروس اخرى، وكان هذا ايضا رأي أهله، لكنه رفض طلبهم واستنكر استهتارهم بمشاعرها، وأصر على إتمام الزواج بعد ان تتعافى، ليتزوجها وهي مقعدة!
للتضحية وجوه كثيرة، وما قام به شاب سعودي هو وجه من وجوه التضحية، فقد تزوج فتاة بعد أن بترت ساقاها، ضاربا عرض الحائط برأي كل من قال له ان لا أمل في نجاتها بعد أن سرت الغرغرينا في جسدها بسبب مرض السكري، لتموت بعد ثمانية أشهر من الزواج. ولم تقف التضحية عند هذه الصدمة بل وبعد ثلاث سنوات على وفاتها لا يزال يعيش على ذكراها. ثلاث سنوات لم يغير أي شيء في منزلهما حتى مكان فرشاة شعرها ..