هاهي حناجر البحر لاتمل احتجاجا على بعد وجنات شواطئها تلفظ من رياح الشوق أمواجا تعبر عن مساحة الألم الغارق بداخلها
ترسل حنين اللؤلؤ والمرجان كقبلات عتاب منهكة
هذا البحر العجوز لايستطيع الاستمرار في تنفسه دون أن يتناول كل يوم قرص شمس لإخماد أوجاع رأسه ولو صح له لتناول القمر ولكن الأخير أجبن من يجازف بجماله وينزل عن كرسي عرشه لمجرد التغلغل في أعماق ذات صديقه القديم
أرى البحر الآن عاشقا عظيما لاينام قلبه اسمع في صوته بحة عشق وأشتم من زفير رئتيه رائحة عشق وأيقن تماما أنه لم ينسى تعليم أصدافه فن بوح العشق,عشقٌ سلب من الاسماك جفونها.
لااستطيع تخيله الآن الا مرآة للآلهة فعشتار ترتدي ثوبها الأزرق في مياه عيونه و ترقص على اعتاب السماء عارية امام ناظريه ليزيد اتساع الأفق ابتهالا بنشوتها.
استمع بين اللحظة واللحظة لتنهدات أمواجه وهي تضرب الصخر ناثرا عرق جبينه رذاذا يهيب المستحيل
لعل هذا الصخر كان شاطئ رمل جف بحره ذات يوم فماتت معه قبلات الحياة المنهكة وتصلبت .
عجيب أمر علوم الحب وهي تنسف مفاهيم الطبيعة ونظرياتها
لم استطع إن ارجع طاقة البحر تلك وعشقه للحياة الا لذكريات عتيقة
فحتى نكسب الهدوء ربما يجب ألا نذكر متيما باسم محبوبته
فقد يتحول لبحر يحطم كل الصخور المتشكلة على وجنات شواطئها شواطئ تحفظ لعاب الموج في مسامات الروح