أنا غبي حد النخاع ... يوم التقطنا صورة مع بعضنا عند بحيرات كوبنهاغن ، ومن ورائنا اليخت العرائسي الجميل الهفهاف بالأشرعة الوردية ، أخذت انا الصورة منك ِ فرحا ووضعتها بين يدي زوجتي الدانماركية السعيدة توا بزواجها مني .. ابتسمت هي فرحة للصورة ... كنا مجموعة من اصدقاء بأعمار متفاوتة ... وكنت انت غاية في الجمال كأنك " كاترين زيتا جونز " بشعرك الكستنائي القصير ! .. تساءلت زوجتي اوفيليا : من هذه ؟ وقد ران على وجهها نوع من الانزعاج ... قلت لها هذه امرأة من كشمير ! ابوها من جزر الكناري وامها من طانجانيقا ! ... قالت لاتهمني الفصيلات العائلية .. قلت انها صحفية معنا واسمها شهير ومقالاتها على الانترنيت تعالي انظري ... ولسخافتي ... لم انتبه ان هناك اكثر من صورة معك ... واحدة في مطعم .. الاخرى على شاطئ نهر ...الثالثة في يخت ... رابعة في مدينة جنوب كوبنهاغن تبعد 99 كيلو مترا عنها ! واخطرها في بيت ابي وأنت تنزوين معي في حديقة خلفية تعرفها زوجتي كل المعرفة اذ قمت انا بدعوتها الى ذات الكرسي وكان أبي الوسيم الوسيع العينين قد قدم لنا في احدى اللقطات الشاي . كل ذلك كما يبدو في الانترنيت وأنا لا ادري ! تصورت اني اعرّف اوفيليا زوجتي على صورتك لا على ارشيف علاقة بريئة ...
حقا لقد كانت بريئة ... لكن المزاج العائلي بدأ يتدهور وهذه أكبرخطيئة اقترفناها باستمرار التقاط الصور !!!
كنت أتأخر معك في الشارع الى ما بعد الدوام الرسمي ذهبنا على مدار 3 سنوات من يوم تعارفنا في 26/5/2003 الى يوم سافرت ِ خارج مكان عملك ومدينتك ، ذهبنا الى المقاهي والمطاعم والبحار والبحيرات واليختات وكان معنا من يشهد لنا وضدنا على ذلك وبينهم من لم يدافع عني امام زوجتي من اصدقاء العمل الذين خرجوا من البيت عند احتدام المعركة ما قبل النهائية ..
في معركة واترلو ! ... طردتني الدانماركية لأنها بدأت تحلم ... وكانت عيناها في بعض الصباحات تبدو منتفخة لكثرة الأحلام ... فأنت دمرت اماسيها وانا كنت مفتونا بك ولا انفصل عنك مما اضطرها ان تذهب لقضاء وقتها في بعض النوادي الاجتماعية للرياضة والغناء والرسم ... وكنا لاننفصل ... 3 سنوات برمتها ونحن مثل زوجين بدون ملامسة يد لا يمكن ان يعقل ذلك لولا كوننا كنا روحين ميّالتين الى بعضهما البعض ... لكن الآن وبعد صحوة ضمير هل كان ما قمت به أنا من هجر يومي للدانماكية هو وحده وعلى برائته جديرا بالاحترام ؟ اي قوة كانت تجذبنا للـّقاء اليومي الذي تشهد له المدينة لولا حب ! واذا لم يكن حبا أما كان من الرحمة بمكان ان تتركيني لحالي وان تتخذي موقفا نبيلا في عدم ايذاء انسان ... انها جريمة والله،جريمة ... كانت هداياك لعنة اخرى في بيت الدانماركية ... تمثال القبلة لرودان ... حقل الذرة لفان كوخ واخيرا لوحة اوفيليا الغريقة المنتحرة من شدة الحب... وعندما عاتبتك متصورا انك تعنين انك غريقة في حبي هكذا فسرتها زوجتي قلت لا انها تعني كونها هي غريقة في حبك !!!! كنت كذابة فرست كلاس ! درجة اولى.
بعد ذلك الزمان الطفولي بدأت افكر ... ماذا كنت تعنين ؟ من كل ذلك التصرف الأهوج او المخابث ... هل اردت تدميرها ام تدميري ... في رسائلك بعد ان طردتني هي من البيت وتم الطلاق ، بدأت تتهربين من كونك كنت صديقتي العاشقة ... لماذا ؟ صداقة حارقة مع متزوج ... الجانب الروحاني فيها حد البكاء واللوعة وعدم القدرة على النوم كنت تقولين لي : " شخص مع زوجته ، وشخص يتطلع وحيدا طيلة الليل في السقف ... " وكنت احاول ان اسمع وابلع ... لكني كنت اعود الى بيتي في العاشرة ليلا ... غبيا ولست غبيا ... غبيا لأنك كنت كالساحرة ترفعين يدك الكشميرية بكل طاقات الاُم الهند وغموضها وبسُم من جوف اكثر الأفاعي ذعافا ... ولست غبيا لأني كنت سعيدا بوجهك وشعرك الكستنائي القصير الأخاذ ..
وظلت هي وحيدة ... واخيرا قررت الطلاق ... وانت لحظتها رفعت السحر عني ... كان هدفك قد انجز ... نعم لقد حطمت انسانا وهدمت بيتا ، واعلنت براءتك .
انا وحيد وكسير وجريح ... هذا ما قلته لك على الهاتف بعد الطلاق بزمن قصر او طال ! قلت : هذا لايهمني...اذهب انت وهي الى الجحيم ... سؤآلي الذي ارفعه الى الله...."لماذااااااااااااااا ياربي لماذا ... لماذا تخليت عني
"؟
*******
* توق ٌ أخير : اشتريت اليوم صندوق طباشير !سأستعمله كله في الكتابة فوق جدران كوبنهاغن وجدران كل العالم هوان طلاق زوجتي لي لم يكن الاّ لأنك كنت بهذا الشكل او ذاك قنبلة لتفجير عُش ! وانك وامثالك اكثر ارهابا من الحركة الارهابية العالمية المعاصرة . اعتبري هذه الرسالة اول محاولة كتابية لتفريغ شحنات الموت من ذكريات زاحفة كالنار نحوك بل باتجاهك .
********
*ارسلت هذه الرسالة الى كل من اعرفه من المتزوجين لكي تكون عبرة لسواي * ترجمت الى اللغة الدانماركية وارسلت الى المرأة الكشميرية التي كشمرتني ايما كشمرة