إعلانات
تقع مدينة منبج شمال سوريا وتبعد عن مدينة حلب بمسافة 90 كم ، وهي اكبر مدينة في محافظة حلب حيث يبلغ مخططها التنظيمي بحدود 2000 هكتار .
تقع منبج في الشمال الشرقي من حلب وتبعد عنها /80/ كم مدينة عريقة ازدهرت واندثرت اكتر من مرة وعادت ..لها جذور حضارية وثقافية عميقة في التاريخ ..عرفت عند الآشوريين باسم (ما بيجي) وبالسامية (بنبح) وأصبح اخيرا اسمها (هيرا بوليس)وأصبح اسمها أيام الرومان (بامبوك)
تألقت منبج أيام الرومان وأصبحت قبل حج للناس وموطنا للآلهة (آثار غاتيس) السورية والتي تقابل عشتار لدى البابليين وصارت بمثابة فاتيكان الشرق ..
اشتهرت منبج بمعبدها وبحيرتها المقدسة فالمعبد كان يقع في مدخل البلدة وعلى يسار الطريق العام القادم حلب ولم يبق من المعبد اثر أصبح مكانه حديقة كان ينتصب عليها المعبد ..دخل المسلمون منبج سلما بموجب اتفاقية مع قبائل تغلب العربية المسيحية والتي كانت تعيش حول البلدة وذلك أيام أبو عبيدة الجراح عام 16 ه حتى جاء يزيد بن معاوية فألحقها بقنسرين لتصبح قاعدة دفاعية متقدمة ومركزا لجباية الضرائب ولقد جعلها هارون الرشيد عاصمة لجند العواصم وولى عليها محدثي بني العباس عبد الملك بن صالح الذي أعاد بناء منبج بعد أن دمرها زلزال عام 748م حيث تهدمت البلدة بكاملها .
وبقيت المدينة عامرة مقاومة أيام الحمدانيين حتى تغلبت عليها الأحوال فغارت الروم عليها ووقعت على أسوارها حروب ضارية مما إلى تهديمها واسر أميرها الفارس الشاعر أبو فراس الحمداني فاقتاده الروم إلى قسطنطينية حيث كتب في سجنه روائع شعره( الروميات )احتل الصليبيون منبج عام 1110 م واستعادها منهم صلاح الدين الأيوبي عام 1175م حتى جاءها المغول واستولى عليها تيمور لنك جعلها مقرا لقيادته ثم هدمها كليا ..
وبقيت منبج خربة ضامرة من كثرة الدمار حتى جاءها الشراكسة عام 1595م فبنوا من أنقاضها بلدة صغيرة ويعتقد أن هؤلاء الشراكسة أقارب وأنصار جنود السلطان الشركسي قانصوه الغوري الذي خسر معركة (مرج دابق) بجوار حلب في 23/8/1516 م أمام الأتراك واصل اسم المعركة شركسي وهو (مارج داأبىْ) وتعني عند الشراكسة"يأهل النخوة تعاونوا"ويقابلها بالعربية "الله اكبر" وبالروسية"هورا" .
ولم تزدهر منبج إلا بعد عام 1879م عندما توافدت عليها مجموعات الشراكسة المهجرين قسريا من وطنهم في شمال القفقاس عام 1864 بعد حروب باسلة ودامية ..لما وصلوا منبج فوجئوا فقد كانت خرابه ترعى فيها المواشي وسرعان ما داهمتهم الملا ريا والأمراض وجاء الجفاف فهاجر بعضهم على أبو هريرة على طريق حلب_ الرقة ثم عادور غليها وأعادوا بناء البلدة وصيانة الأقنية الرومانية
يشكل شراكسة منبج نموذجا حيا لتعايش وتؤلف قبائل الأديغية وهم يشكلون مجتمعا شركسيا فريدا ويقدر عدد العائلات التي وصلت منبج /350/ عائلة ينتمون إلى القبائل والفروع والعائلات التالية :
حتقوه :ومنهم أبده ,جالاماتقوه, بلوخ,ابه زاو
ماراتقوه: ومنهم يجانوقه , يزاو, يخولىْ
جتاو(كتاو) : ومنهم تو
لئيش: ومنهم بجموقه , توانه
بغواشه : ومنهم عزمت قوه
أول : ومنهم مزاكوه
بيدانوقه : ومنهم ماتوقه
شوج ، سيخو, بج, تواش, بروج ,برانط , شاكوج, برسر, تسيي, قنط, أنجوق , شوجن , خواج, بيج, غواناشقوه, تامروقه, كوردج, كوطة, بجوي.
هذا بالإضافة إلى بعض العوائل القبرطاي والبجدوغ والأباظة والحاتقواي والشابسوغ والأوبيخ الذين يعيشون بينهم .
عندما قام الشراكسة ببناء واعمار البلدة قاموا بتسمية أحيائها وأهمها ( التبة – التكية- تكية غرباء – عنتاب – جامع كبير – جامع صغير) وتميزت منبج بعد إحيائها بفن العمارة الشركسية المتأثرة بالعمارة الإسلامية الشرقية , وجلب الشراكسة معهم مهنهم الأساسية كصناعة العربات ذات المحور الواحد التي تجرها الثيران أو ذات المحورين التي الخيول , كما اشتهروا بصناعة الأسلحة البيضاء كالسيوف والخناجر الشركسية وتزيينها بالفضة والذهب , وصنع العقاقير الطبية والتطريز والخياطة, كما جلبوا معهم أفكار جديدة عن الزراعة , ولما كانت منبج غنية بالأقنية الرومانية فقد تعلموا صيانتها وكان عددها (22) وأهمها سرب قصر بنات الشركس وهو أطولها نسبة إلى القصر الأحمر الذي بناه أبو فراس الحمداني , وتسمية قصر بنات الشركس جاء لأن الفتيات الشركسيات بعد سنين الاستقرار كن يذهبن الى هذا البستان برحلات جماعية على ظهور الخيل أو بالعربات ويقضين يوم الجمعة عند القناية .
وتشتهر منبج بالمدافن الرومانية الشهيرة ونقوشها الجدارية وتماثيلها المرمرية وأحجارها الصوانية التي نقشت عليها الأسود والنسر الروماني وفيها وجد تمثال (مرتا) الموجود حاليا في متحف مدينة حلب , ويعيش في منبج الأن حوالي مئتان عائلة شركسية ويعملون في الزراعة والمهن الحرة العلمية والحرفية وقد هاجر معظمهم إلى مدينة حلب للعلم ويقيم بعضهم في دمشق والثورة .
بقي أن نعرف أن مايميز مدينة منبج دينيا وجود قبر الولي الصالح (عقيل المنبجي ) المذكور في الأثر .
صديق الموقع : ابو وسام