إلى صغيرتي الجديدة
في مدينة البؤس لست الوحيدة
ولست الوحيدة
في زمن العذاب
ففي عينك أرى
أحلاما غدت رماداً
وآمال غدت سراباً
خلف نظارتيك تختبئ ألاف الأسئلة
وكل سؤال له ألف جواب
ماذا حدث
لماذا حدث
لما تغير الأحباب
لما مات الحب لما اضمحل الشوق
لما كبرت المسافة
ومن أوصد الأبواب
كتبتها في عيوني منذ سنين
لكني وجدت الجواب
أسف لاني لم أستطيع الإجابة
فدوماً اخاف الملامة والعتاب
في عينك أرى قطارا محملا بالأحزان
وارى سفننا تبحر من أجمل الأوطان
أرى طفلة تلهو بقربي
تلعب بشعري
تستدر مني الحنان
هل أنت أنا
أه كم نحن متشابهان
أم فقط بمآسينا متشابهان
في عيوني للحزن لون باهت
رمادي ان كان الرمادي من الالوان
وفي عينيكي حدائق وملاعب
في عينيكي ما أجمل الأحزان
ذقنكِ العريض يرعبني
واه لو يخطئ فلاسفة اليونان
عانيتُ كثيرا من بلادتها
وعانيتي كثيرا من الطغيان
أحزاننا أحببناها وأحبتنا
لما لا نخلق عيدا للأحزان
وعيدا للماسي
وعيدا للكبت
وعيدا للحرمان
ونكللها بعيدا نترك فيه كل همومنا
عيداً للنسيان .