كانت حياتي صعبه ..
داخل حدود الدار كنت أدرك كل ماحولي ..
من كلمات واشارات ونظرات وتصرفات ..
واعرف جيدا إلى ماذا ترمي تصرفات معلمتي
بالدار كنت مدركة لكل شيء ..
لكن للأسف لم تدرك معلمتي مدى ادراكي …؟
فهي تتعامل معي بأقل من مستوى عقلي ..
وهذا العمل مادفعني لمعاودة الكتابه ..
لأثبت للجميع انني قادرة على مواصلة الابداع
وان عقليتي المتواضعه قادرة على التحليق مجددا ..
أخذت لنفسي مكانا بعيدا في الحديقه
وبدأت اكتب عن كل ماحولي من الطبيعه
فكان وقت الغروب يزلزل أركاني
وزيارة امي تذهب أحزاني
وحمرة الشفق لها علاقه حميمه بطموحاتي العديدة .
مرت الايام ..وموهبتي باتت من أعجوبات الزمان
وفي يوم زارتني والدتي ..كانت تجهل أموري
الخاصه وتتجاهل أموري العامة ..؟
بغيابها مررت بقترة أدت بي للعزله والظلام
ولم يكن مهما لديها كوني تخطيت حالتي النفسيه
وبدأت أصلي وأصوم وأمارس حياه طبيعيه
مقارنه بالاسوياء حولي ..؟
لم يكن مهما ذلك كله …
حتى تقدمي بالتعليم لم يكن ذا أهميه كوني معاقه في
أطرافي ..أعاقه أبديه ..
ولم تتحرك دواخلها تجاه ماكتبت
بزفرات دمي في أول محاوله لي بالكتابه ..؟
فبعد مالمست من عدم أهتمامها لماحققته من أنجازات
وتخطي لعقبات كثير ..لم تشهدها ..
تجمدت مشاعري تجاهها
وباتت ذكرى لاوجود لها في دواخلي ..
كنت بالبدايه ..في صراع مع الاعاقه
حاولت أن أثبت لنفسي مكانا بارزا
في المجتمع وأكون طاقه مثمره
فكوني أنسانه معاقه لايعني بالتالي
عدم مقدرتي على العطاء
والتعايش مع الافراد الاسوياء
فكان الشيء الوحيد اللذي يدفعني للتقدم والنجاح
هو أحساسي بأمي وحاجتي للعيش مع أفراد أسرتي
فأنا لاأنسى زياراتها ومايصاحبها من بلادة الحس وبرودة المشاعر
كنت أدرك أن الأمومه أحساس سامي وفريد
وأعرف الصله القويه والعجيبه التي تربط الأم بفلذت أكبادها
وكنت أعي جيدا حقوق الوالدين
على الابناء
فلقد تعلمت جميع أمور ديني
عرفت ماأحتاجه في حياتي من الألف للياء
وكنت أتمتع بثقافه واسعه وحصيله لغويه غنيه
وهذا يرجع لمطالعاتي العديده
كنت طموحه وحالمه ..
لكن الفشل في علاقاتي الاجتماعيه
يسيطر على طموحاتي العديده
مرت الايام ..والشهور
وأمي رحلت عن عالمي المحدود
لاأتصال ..ولازياره ..ولاحتى هديه
طالت الشهور وفاض بي صبري المعهود
لم تكن متأصله بروحي بالشكل اللذي يجعلني أجن لفقدها
بل كانت أنسانه تعودت على أطلالتها بكل مطلع شهر
فزيارتها عادة تعودت عليها أكثر من كونها سعادة أطمح لأستمرارها ..؟
وبالرغم من ذلك كله كنت أشعر أن حدث ما ..
أربك جميع المشرفات والمعلمات بالدار
حتى تقدمت لي أحدى معلماتي
وللثقه المتبادله بيننا
تقدمت هي دون غيرها للحديث معي
فقالت :أعلم أنك مدركه وواعيه لكل شيء يحدث حولك
فقلت : وماذا حدث ..؟
فقالت كم شهر مر على أخر لقاء بينك وبين أمك ..؟
فقلت : لاأعلم بالضبط لكن لايهم
فقالت : عجبا ألم تشتاقي لها..؟
فقلت بحرارة : ليس مهما كوني أشتقت لها لكن الأهم من هذا كله
ماللذي منعها من زيارتي ..؟
فقالت بألم : القدر
فقلت :وأي قدر يتطلب من أم مقاطعة أبنتها ..؟
فقالت: واضح أنك لم تدركي مغزى كلامي ..؟
فقلت : بل أفهم كل شيء حولي ..أمي ماتت ..
صمتت معلمتي بذهووول
فقلت بثورة ..ماذا تريدين من فتاة تخلى الكل عنها
لسبب بسيط ..
فاأنا لأعرف من الامومه إلا أسمها
لاأحتواء ولاأرتواء ..ولاحتى أنتماء ..
علاقة مجردة من أدنى أحساس
فكيف لي أن أصف مشاعري برحيلها
وأنا لاأعرف من أسرتي غيرها
يقول الكل بمافيهم أنت ..أنها أمك جنتك ونارك ..؟
وأنا أقول : هي أنسانه تعودت ع أطلالتها وفجأه فقدتها ..
لكن أجزم لك أنني لن أبكي على رحيلها ..؟
فقالت بعد ماذرفت الدموع أمامي :أطلبي لها الرحمه
والمغفره بالرغم من تقصيرها تظل أمك وواجب عليك برها والدعاء لها .
مرت السنوات سريعا ..وأنا في سلسلة من الحكايات
العجيبه إلا أن أتممت فترة علاجي وتعليمي
أنتقلت بعد ذلك إلى بيت أخي الأكبر اللذي وفر لي
منذ أول يوم سكنت في منزله خادمه تتولى رعايتي والعنايه بكافة أموري .
وفر لي حاجاتي الأساسيه
إلا أنه لم يدرك حاجتي النفسيه لأسرة تحتويني كأي فرد من أفرادها
لم أشعر يوما بأهميتي بينهم
فأنا دائما ماأتعمد أن أبقى لوحدي علهم يفقدوني ..
ويسألون عن سرغيابي ..؟
كان عزاي الوحيد لهذا الوضع المميت هو الكتابه فهي متنفسي الوحيد
وأجد كامل راحتي فيها .
كنت أكتب أكتب مقالات عديده أنشرها بأسم” الجريحه”
فمللت العيش كسجينه
لاأنيس ولارفيق سوى الخادمه
اللتي لاتعرف كيفية التعامل معي فهي دائمة التذمر والشكوى مني
حتى فاضت بي روحي