إن المترقي في منازل الآخرة .. ينظر إلى الدنيا بأنها مزرعة للآخرة .. فهو يحرص في كل دقيقة أن يغرس فيها أشجاراً ونخيلاً .. وليست شجرة واحدة ، .. فهو يستطيع في الدقيقة الواحدة أن يغرس 100 شجرة تقريبا .
قال الله تعالى : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ }.
· قال ابن كثير رحمه الله : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ } أي: عمل الآخرة .{ نزدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } أي: نقويه ونعينه على ما هو بصدده ، ونكثر نماءه ، ونجزيه بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلى ما يشاء الله .{ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } أي: ومن كان إنما سعيه ليحصل له شيء من الدنيا، وليس له إلى الآخرة همَّة البتة بالكلية، حَرَمه الله الآخرة والدنيا إن شاء أعطاه منها، وإن لم يشأ لم يحصل له لا هذه ولا هذه، وفاز هذا الساعي بهذه النية بالصفقة الخاسرة في الدنيا والآخرة.وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ من قال : سبحان الله وبحمده غرست له بها نخلة في الجنّة ] رواه الترمذي
· قال ابن الجوزي رحمه الله : فانظر إلى مضيع الساعات كم نخلة فاتتهُ .
· وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لقيت إبراهيم عليه السلام ليلة أسري بي ، فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان[1] ، وأن غراسها : سبحان الله ، و الحمدلله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ] رواه الترمذي .
· قال ابن علان رحمه الله : أنه كلما كرر هذه الكلمات نبتت له أشجار بعددها وهذا لا يخالف كون الجنة ذات أشجار ، فهي ذات قيعان وذات أشجار ، فما كان قيعاناً فغراسه سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، نقله عن بعض العلماء .
· الفرق بين غراس الجنّة وغراس الدنيا : غراس الجنّة : لا يأخذ جهداً ، ولا مالاً، ولا وقتاً ، ولا رعايةً ، وثمرته مضمونة ، ومذاقه أحلى ، ومنظره أجمل ، ورائحته أزكى ، ويستمر ولا ينقطع في وقت من الأوقات ، وفي ثانية واحدة تغرس شجرة في الجنّة .
- وغراس الدنيا : فيأخذ جهداً ، ومالاً ، ووقتاً ، ورعايةً ، وثمرته غير مضمونة ، ويأخذ زمناً حتى تأكل من ثمرته .. وقد تصيبه آفة ، فيفسد كل ما بذلته من تعب ومال .
· 30000 شجرة في الجنّة : أخي الكريم أختي الفاضلة هل تريد أن يغرس لك في كل شهر ( 30000 ) شجرة في الجنّة بكل سهولة ويسر ومن غير وقت ولا جهد ، أتبع (اتبع) الخطوات الآتية :
1- المحافظةعلى التسبيحات بعد الصلوات المكتوبة وهي : "33سبحان الله 33 الحمدلله 33 الله أكبر وتمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " المجموع ( 500 ) شجرة في اليوم ، لأن بعد كل فريضة ( 100 ) شجرة في الجنّة .
2- المحافظة على التسبيحات التي هي من أذكار الصباح والمساء وهي " سبحان الله وبحمده" (0 10) مرة في الصباح و ( 100 ) مرة في المساء ، فهذه ( 200 ) شجرة في الجنّة.
3- المحافظة على قول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " ( 100 ) مرة
4- المحافظة على التسبيحات قبل النوم وهي : " 33سبحان الله 33 الحمدلله 34 الله أكبر" وغالب الناس ينامون في اليوم مرتين فيكون المجموع ( 200 ) شجرة في الجنّة .
· فمجموع هذه التسبيحات في اليوم والليلة ( 1000 ) شجرة في الجنـّة ، فيكون في الشـهر ( 30000 ) شجرة في الجنّة ، فكيف إذا كان في السنة أو عشر سنوات وهكذا .....
· ولا شك أن المترقي في أشرف منازل الآخرة لا يرضى بهذا العدد ، بل إنه يزيد عليه أضعاف مضاعفة بهمته العالية وعزيمته القوية ، حتى يصل في الشهر الواحد أحياناًإلى ( 100000 ) شجرة في الجنّة وأكثر .
ولا تنسى : أن كل تسبيحة أو تكبيرة أو تهليلة أو تحميدة فهي صدقة فعن أبي ذرٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقةٌ: فكل تسبيحةٍ صدقةٌ، وكل تحميدةٍ صدقةٌ، وكل تهليلةٍ صدقةٌ، وكل تكبيرةٍ صدقةٌ، وأمرٌ بالمعروف صدقةٌ، ونهيٌ عن المنكر صدقةٌ. ويجزيء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى رواه مسلم.
· .. فيكون المجموع كل يوم 1000 صدقة ، وفي الشهر 30000 صدقة .
· وهناك فضيلة ثالثة لهذه الكلمات الأربع ، وهي : قال صلى الله عليه وسلم : [ إن الله اصطفى من الكلام أربعا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فمن قال سبحان الله كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة ومن قال الله أكبر فمثل ذلك ومن قال لا إله إلا الله فمثل ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة ] . رواه النسائي
· التنافس : قال الحسن البصري رحمه الله :إذا رأيت الناس يتنافسون في الدنيا ، فنافسهم في الآخرة ، فإنها تذهب دنياهم وتبقى الآخرة .