--------------------------------------------------------------------------------
جلست صديقتي تحدثني والدموع تغرق وجهها حينا ،، والإنفعال يصاحب حركات يديها حينا آخر.
وأسهبت وأطالت في الحديث حتى حسبت أني عدت لأيام دراسة المعلقات...
وكان حديث صديقتي عن مشكلة حدثت لها مع زوجها منذ يومين ،،ومعاناتها الشديدة بسبب هذه المشكلة وأن نهاية العالم قد اقتربت لا محالة.
وحين سألت صديقتي على استحياء ما هي سبب المشكلة بينكما...
زادت في البكاء والإنفعال والعصبية وبدأت تحدثني كيف أن زوجها قد طلب منها أن تمهله بعض الوقت لتوفير بعض المال لشراء بعض الأغراض الشخصية لها ،، ولم تتوانى أن تخبره أنه بخيل عليها ولا يهتم بطلباتها بل زادت على ذلك بأن زوج أختها اشترى لها منذ أسبوع طقما من الذهب.
احتفظ زوج صديقتي على ما يبدو بالهدوء ولم يجب على ما تقول فقامت بالإتصال بأمها التي نصحتها بأن تخيره بين أن يوفر المال أو تخرج من البيت ،،وطبعا صديقتي الغالية خيرت الزوج الصامت
إلى الآن الذي قرر فجأة الخروج من صمته الإختياري ليقول أنا لن أوفر المال الآن ولك أن تفعلي ما تريدي.
خرجت صديقتي في ثورة من الغباء وعذرا لصديقتي لتتجه إلى بيت اهلها الذين استقبلوها كالفارس المغوار وزادوا نار الخلاف نارا وظنت صديقتي أن الزوج سيأتي متوسلا رضاها ووصلها.
وإلى الآن صديقتي تعد الساعات التي تمضي دون أن يأتي الزوج أو يسأل وهي في قرارة نفسها اشتاقت إليه وإلى الهدوء في بيت هي سيدته وتأبى في الوقت ذاته أن تعود إليه وتقضي وقتها تسمع لأم كلثوم وهي تغني
فات الميعاد
وحين تنتهي
تنقل الكاسيت إلى
أنا لن أعود إليه
فهل تعود.
يا صديقتي الحبيبة
يا من ضمك سرير واحد مع هذا الرجل
عرفت خلجاته وتنفست انفاسه
تذوقتما معا الطعام ذاته
وأنزل الله سبحانه وتعالى عليكما سترا من المودة والمحبة
خرج في نهاره ليعمل ويوفر لك الحياة الكريمة
ليأتي في المساء مشتاقا إلى الخلوة والسكينة معك
لم يبخل ولم يتمادى في اللفظ معك
والآن تأتين لتنهي كل تلك المحبة لأجل توافه الأمور ،، ونقلت سركما إلى خارج بيته وهددت وتوعدت وأنت الرقيقة ونبع الحنان.
يا صديقتي الحبية
حان الوقت لتتخذي خطواتك السليمة وتعودي بنفسك إلى بيتك وتعتذري بهدوء فالإعتذار يزيدك مكانة فوق مكانتك عنده وافتحي أبوابا لا بابا للحوار بينكما.
ورفقا برفيق عمرك
سلمى