لله صوتـك يـافـرات يهـزنـي
ولقد أتيـت إليـك فـي أحزانـي
كا لطيف أسترق الخطا متوجسـاً
كالحلم فـي إغفـاءة الوسنـان
ولمحت قلبي كالحصـاة تبعثـرت
بين الرمال على ثـرى الشطـآن
خمد الجوى عبر الضلوع ولم تدع
غصص الأسى إلا السراب الفاني
يسقي الشغاف من الحنين ثمالـة
ويبث في الأعماق بعـض معـان
والرعب يخنق جـرأة وحماسـة
ويميت ما في القلب مـن غليـان
وعزيمة الثوار أغرقهـا الهـوى
فـي لجـة محمومـة الألــوان
والليل يصطنع الحواجـز عابثـاً
ويعيـث فـي الأصقـاع والبلـدا
ومضيت تسعى يافـرات مناضـلاً
تطوي السدود بغمـرة الفيضـان
وسمعت في الجريان صوتاً ردني
ولقد مضيت أهيـم فـي وديـان
خذها أخا الأشعار من صلب العلى
من مجد مخـزوم ومـن شيبـان
يزهو بها فـي القادسيـة خالـد
ويتيه فارسهـا المثنـى الثانـي
واليوم تنتفـض النـواة بوحـدة
يسقـي جـذور نخيلهـا أخـوان
بردى ونيـل المؤمنيـن بربهـم
الظامئيـن إلـى هـدى وإيمـان
لم يغرس العذق الأصيل كما ادعوا
أمجـاد فـرعـون ولا هـامـان
تلك الأساطير السوالف صاغهـا
كـف العـدو وفتنـة البـطـلان
رجعية الأحجـار دمرهـا الهـدى
فاسأل ثـرى آشـور او كنعـان
ينبئـك ان الفتـح مـزق إفكهـا
ورمـى بـه للطيـن والديـدان
عربيـة هـذي الديـار ونهجهـا
غرس الحجاز ودعـوة الرحمـن
والنبتة العـذراء غرسـة يثـرب
مـن مكـة ورسولهـا العدنـان
فاصدع رسـول الله إن جموعنـا
عنـد النـداء تثـور كالبركـان
هذا صراط الحق وضاء الصـوى
فاستأصلوا الطاغـوت بالفرقـان
وامشوا على النهج القويم فإنكـم
أهل القيادة فـي بنـي الإنسـان
إبليس لن يقوى علـى أسواركـم
مـا دام يحميهـا هـدى القـرآن
محمد منلا غزيل من شعراء منبج
--------------------------------------------------------------------------------